اقتصاديات السعادة. . . علاقة قوية تربط الاقتصاد بالسعادة

img

اقتصاديات السعادة. . . علاقة قوية تربط الاقتصاد بالسعادة

"الشعوب الأكثر سعادة هي شعوب أكثر إنتاجية" كل واحد منا عندما يشعر بانه سعيداً يتملكه شعوراً بالقوة وحباً للعطاء والطموح نحو المزيد من النجاح والتقدم; فالسعادة هي الشعور بالرضا وهذا ليس أمراً مستحيلاً كما نظنه نحن في دول الشرق الأوسط! انما ممكناً وحقاً طبيعياً لكل فرد بالمجتمع لكن الظروف المختلفة بين دولة واخرى تجعل هناك تفاوتا كبيراً بالقدرة على تحقيق ذلك.
 
الشعوب السعيدة لا تحتاج الى رعاية الدولة من الولادة الى الوفاة بل تحتاج الى الفرصة للتفكير بحرية والى التقرير بحرية والى العمل بحرية، حيث تكون أكثر قدرة على خلق تنمية اقتصادية متوازنة والى نمو اقتصادي مستدام والى رفاه اجتماعي مشترك، الشعوب السعيدة تدفع ضرائب أكثر وتتمتع بخدمات عامة وبنية تحتية أفضل وحكومة فعالة وقطاع عام منتج وقطاع خاص مبادر وقوة بشرية مبدِعة ومبتكرة وريادية.

احتلت الدنمارك المرتبة الاولى في 2016 وسويسرا المرتبة الثانية وكانت المرتبة الثالثة لـ آيسلندا والرابعة للنرويج, في 2017 لم يتغير الحال كثيرا حيث بقيت هذه الدول الأربعة في صدارة القائمة ولكن اختلف الترتيب بينها حيث نالت النرويج المرتبة الاولى والدنمارك الثانية وحافظت آيسلندا على المرتبة الثالثة وفي المرتبة الرابعة جائت سويسرا وهذا حسب التقرير العالمي للسعادة لعام 2017 الصادر عن " شبكة حلول التنمية المستدامة " وهي مبادرة أطلقتها الأمم المتحدة في 2012.

 رغم أن في أغلب تلك الدول تكون الضرائب مرتفعة على المواطنين! وعند السؤال عن ذلك أشار بعض المحللين أن السبب الرئيس في ذلك يعود الى مستوى الحرية الفردية التي يشعر بها المواطن، والى التوازن الذي يعيشه بين حياته العملية وحياته الاجتماعية، وأخيرا وليس آخراً الى مستوى الثقة المرتفع بالحكومة والقطاع الخاص في البلاد. 

الشاهد من ذلك كله أن المواطن الذي يستطيع أن يحصل على حرية تحديد مساره الاجتماعي والأكاديمي والمهني هو أكثر سعادة بالضرورة من المواطن الذي يعيش ضمن دولة ريعية يجبره مستوى دخله على نوعية المدرسة التي يمكن أن يدخلها ويجبره وضعه الاجتماعي أو دخله أو ضغوط الأهل أو قوائم تنافسية وغير تنافسية في اختيار التخصص في الجامعة ولا يجد سوى الواسطة للعمل في الحكومة أو القطاع الخاص، ويجد نفسه ضمن عقلية اجتماعية أو تعليمية أو تثقيفية تدفعه للبحث عن الوظيفة بدلا من السعي نحو الابداع والابتكار والريادة للبدء بمشروعه الخاص أو مبادرته الخاصة، وجميع ما سبق هي سمات يمر بها المواطن العربي في العديد من دول المنطقة، ما يجعل القليل من الدول العربية يقف في أعلى قائمة الدولة الأكثر سعادة، كما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ومع اختلاف الترتيب في كل عام إلا أنّ اكثر الدول شهرة بسعادة مواطنيها هي سويسرا فلماذا؟



-شعب سويسرا يمتلك المال:
تمتلك سويسرا الكثير من الشركات الكبرى لديها اقتصاد قوي منحها منافسة كبرى بين الكثير من الشركات الأخرى حول العالم، كذلك تشتهر بعدة صناعات أبرزها البنوك و الساعات والجبنة و الشيكولاتة ويقدر نصيب الفرد فيها ما يزيد عن 50 ألف دولار لذا يحظى شعبها بالرفاهية.

-سويسرا لا يوجد بها حروب أو صراعات:
سويسرا تُعد السابعة من بين حوالي 163 دولة تشهد استقرارًا وأمنا نظرًا لكونها لا تستعد لخوض الحروب ولا تنفق المال على شراء الأسلحة كما تفعل بقية الدول ولم تشارك في الحرب العالمية الأولى أو الثانية وليس لديها استعداد للمشاركة في الحروب الحديثة.

-تهتم بالرعاية الصحية لشعبها:
تمتلك سويسرا مستشفيات ومراكز صحية كبرى لرعاية الكبار والصغار، ولا ينتظر المرضى بها حلول دورهم ساعات طويلة، ويتم تعقيم المستشفى والأدوات بها بنظام الماسح الضوئي الذي لا يتوافر في الكثير من البلدان،كما تمنح الأبوين معًا إجازة عند استقبال رضيعهما.

-عدد ساعات العمل قليلة جدا:
ساعات العمل في دولة سويسرا هي الأقل بالنسبة للدول الأخرى مما يساعد على زيادة الإنتاج فلا تزيد عدد ساعات العمل الأسبوعية عن 36 ساعة بينما تبلغ 43 ساعة في اليونان، وأكثر من50 ساعة في تركيا.

-شعب سويسرا الأقل بدانة في العالم:
يحرص شعب سويسرا على تناول الخضراوات والفواكه الطبيعية، والمياه الصحية بها لا تحتاج إلى شراء بل  هي متاحة في كل مكان وعلى الرغم من أن شعبها هم الأكثر في تناول الشيكولاتة إلا أنهم حريصون على تناول كميات مناسبة من الطعام خلال اليوم.

-يقدر شعب سويسرا قيمة الوقت:
بالرغم من عشق شعب سويسرا على السفر، والحرص على الترفيه والتسوق إلا أنهم مهتمون بتنظيم الوقت، ويقدمون طاقتهم بالكامل في العمل.

-شعب سويسرا يمتلك الحرية:
ما جعل سويسرا من أقوى دول العالم في الديمقراطية كون شعبها يتمتع بالحرية في إبداء آرائه في الحياة السياسية حتى أنهم يستطيعون اقتراح مواد جديدة بالدستور.

 في واقع الامر اننا جميعاً كبشر فاعلون وبعمر العطاء والانتاج نحب أن نكون في قائمة الدول الأكثر سعادة مهما كان الترتيب فسعادة الشعوب عماد إنتاجيتها وانتمائها وسعادة الفرد أحد اهم مقومات النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية المستدامة للدولة بكل مؤسساتها ومنشآتها واجيالها.



اعداد: رهام عبد الرحمن علي.
مصادر المعلومات: موسسة مما قرأت, الدكتور خالد واصف الوزني, موقع(euronews): بتصرف.


التعليقات

القائمة الرئيسية