الأخطاء التسويقية .. كن حذراً وإلا...!!

img

الأخطاء التسويقية .. كن حذراً وإلا...!!

لايخفى على طلاب الاقتصاد مدى أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع, فهي تقوم بعمل محاكاة نظرية وعملية من قبل أن يتم إتخاذ قرار البدء في المشروع أو إلغائه, وبهذا يكون بمقدورنا التنبؤ بجميع مراحل نمو المشروع وتقدير الإيرادات والمبيعات.

ولايخفى أيضاً أن التسويق يعد عصب السوق والاقتصاد, فمهما كان المنتج ناجحاً ومنافساً من جميع النواحي فإن التسويق غير الجيد يؤدي إلى عدم إيصال المنتج للمستهلكين وبهذا لن يكتشفوا وجود المنتج في السوق مما يحقق كساداً في المنشأة المنتجة.

وكلنا نعرف بأن أول مرحلة من مراحل دراسات الجدوى هي دراسة الجدوى التسويقية, فعندها يتم دراسة السوق وطبيعته ونوعه ومدى قابلية إختراقه وفحص وجود فجوة تسويقية ما بين العرض والطلب الكليين وبناءً على ذلك يتم تقدير حجم المبيعات في الأوقات (الرواج / الذروة / الكساد) ومن ثم تقدير تكلفة المبيعات وتحقيق الإيرادات والمصاريف ومن ثم توزيعها على سنوات العمر الإنتاجية لتحديد فترة إسترداد رأس المال وتحديد نقطة التعادل (تعادل المصاريف والإيرادات ليبدئ عندها تحقيق الربح) والكثير .....

إذاً, نستنتج مما سبق أن دراسة الجدوى التسويقية والتسويق يعدان من الأساسيات والبديهيات لأي مشروع في السوق سواءً كان ناشئاً أم عريقاً, فكلما زادت الحملات التسويقية للمنتج والشركة زاد الوعي العام بالعلامة التجارية مما يثبت قوة وملاءة المركز المالي والتسويقي للمنتج او الشركة في السوق / القطاع / المنطقة.

لكن, وعلى الرغم من كل ذلك, فإن أي خطأ في التسويق او مدخلات عملية دراسة الجدوى قد تؤدي إلى نتائج كارثية سواءً مالية ترهق ميزانية الشركات او من حيث السمعة والوعي وتضررها عند المستهلكين, فكما كلنا نعلام بأن إشاعة بسيطة تقوم بهز السوق المالي فما بالكم بخطأ تسويقي قد يودي بالشركة / المنتج إلى النهاية أو الخطر الوشيك؟

على الصعيد السوقي الاقتصادي, حدث العديد من الأخطاء التسويقية أدت إلى تدهور الشركات وتضرر سمعتهم إلى جانب المنتج ذاته ناله نصيب وافر من الضرر, نستعرض لكم بعضاً من الأخطاء التسويقية العالمية:



1. مسابقة بيبسي الكبرى
عام 1993 أعلنت بيبسي في الفلبين عن جائزة قدرها 1 مليون بيسو فلبيني لمن يجد رقم مُعين على غطاء زجاجة بيبسي. عن طريق الخطأ اعلنت الشركة أن الرقم هو 349 وهو رقم غير الرقم الفائز. هذا الرقم (349) كان موجودًا على 800,000 زجاجة انتجتها ووزعتها بيبسي، مما أدى لعثور مئات الألاف من الناس على الرقم فأضطرت الشركة لإلغاء المسابقة بعد أزمة وتهديدات بالقتل لمسئولي الشركة في الفلبين من بعض الذين اعتقدوا أنهم فائزون وألاف القضايا التي تتهم الشركة وتطالب التعويضات. منذ هذا الخطأ الدعائي انخفضت مبيعات بيبسي في الفلبين 40 بالمائة وسيطرت كوكاكولا على السوق هناك بالرغم من محاولات بيبسي لإصلاح الأمر وإعطاء العديد من الناس بعض الجوائز. (المصدر)






2. روبوت هوندا
قامت شركة هوندا بعمل حملة إعلامية كبيرة والإعلان عن الإنسان الآلي ASIMO المذهل الذي يقوم بعمل الكثير من الأشياء والتنقل بسهولة وصعود الدرج. المؤسف في الأمر أن الشركة قامت بالتسرع قليلًا قبل اختبار الروبوت الذي فشل في أبسط مهامه مثل صعود الدرج أمام الجمهور أثناء مؤتمر صحفي ضخم، ليصاب العرض بفشل كبير وقتها.






3. مهرجان البالونات
مؤسسة يوناتيد واي الخيرية قررت تنظيم مهرجان كبير في ولاية أوهايو الأمريكية لجمع التبرعات الخيرية وتحطيم رقم قياسي في إطلاق أكبر عدد من البالونات إلى الفضاء. بالفعل المؤسسة قامت بتجهيز نصف مليون بالونة وأطلقوها إلى الجو ولكن بدون مراعاة للأحوال الجوية. ساء الجو وهبت عاصفة ممطرة مما أدى إلى انفجار العديد من البالونات وهبوطها على الأرض وإفساد الطرق وانحراف العديد من البالونات عن مسارها وبقاء الباقي فوق سماء المدينة دون الصعود لأرتفاعات كبيرة. من الأشياء الكارثية التي تسبب فيها هذا الحدث هي فشل طائرة هليكوبتر في تقديم المساعدة لأثنين من الصيادين المفقودين بسبب إعاقة البالونات لحركة الطيران. (المصدر)






4. ماكدونالدز والاولمبياد
في عام 1984 قامت ماكدونالدز بتقديم بطاقة قابلة للخدش مع الوجبات، وكل بطاقة تحمل أسم لعبة أولمبية وإذا فازت الولايات المتحدة بميدالية في هذه اللعبة فستحصل على هدية. الهدايا هي أن الميدالية الذهبية ستمنحك وجبة كاملة، الفضية ستمنحك بطاطس، والبرونزية ستمنحك مشروب غازي. في هذا العام انسحب الاتحاد السوفيتي من الأولمبياد وقرر المقاطعة، وهو المنافس الأقوى للولايات المتحدة مما أدى لحصول الولايات المتحدة على عدد ضخم من الميداليات (174 ميدالية) في العديد من الألعاب مما جعل أغلب البطاقات هي بطاقات رابحة. ماكدونالدز للأسف لم تستطع توفير هذا العدد الكبير من الوجبات المجانية مما تسبب في إلغاء المسابقة وفضيحة كبيرة في هذا الوقت لسلسلة المطاعم. (المصدر)






5. ميتسوبيشي و0 - 0 - 0
كخطوة لرفع نسب البيع في الولايات المتحدة مع مطلع عام 2000، قامت ميتسوبيشي بالعرض الترويجي (0 - 0 - 0) وهو صفر مقدم (بدون مقدم)، وصفر فائدة، وصفر مصاريف شهرية في العام الأول، ويبدأ المشتري التسديد في العام الثاني. ارتفعت المبيعات بالفعل لكن المؤسف أنه بعد انتهاء فترة السماح (Grace Period) والتي مدتها عام قام عدد هائل من المشترين الذين لا يبالون بتصنيفهم الإئتماني بإعادة السيارات تاركين ميتسوبيشي مع سيارات مستعملة قيمتها أقل من تكلفة التصنيع ولم يدفعوا دولار واحد في المقابل بفضل العرض مما تسبب في خسائر كبيرة للشركة. (مصدر)






6. كوكاكولا لم تحفظ جغرافيا روسيا بعد!
قد تبدو هذه الصورة مهينة جداً لدى الروسيين, فبمناسبة رأس السنة الميلادية لعاام 2016 قامت كوكاكولا بنشر هذه الصورة كتغريدة على موقع تويتر وقد غطت الثلوج كامل الأراضي الروسية.
في الواقع, وعند التدقيق في هذه الصورة نجد ان هذه الخريطة هي خريطة قديمة وليست هذه الجغرافيا الحالية لروسيا, حيث تم حذف حذف كالينينغراد سهواً والتي قد سبق أن ضمتها روسيا (الإتحاد السوفيتي آنذاك) في الحرب العالمية الثانية.
لا داعي للقول بأن الوطنيون الروسيون لم يكونوا مسالمين وسعيدين مع كوكاكولا على الإطلاق, فقد نشروا صوراً وهم يقومون بسكب مشروب الكوكاكولا في الحمامات والمراحيض مع هاشتاغ #BanCocaCola






7. سر سيؤول للجمال: ماهذا بحق الـ ...!!
في بعض الحالات, لايكون بوسعك سوى التوقف والتساؤل بحق الـ ... عما يدور في رؤوس فريق العلاقات العامة للشركة!
Seoul Secret أو سر سيؤول, علامة الجمال, ستظن للوهلة الاولى أن شعار المستوحى من الصورة "الأبيض يجعلك تفوز" لتعزيز تسويق مستحضرات التجميل لتفتيح البشرة هي فكرة جيدة, لكن اللغة المفهومة وراء هذه الصورة ستعطي انطباعاً عنصرياً بحتاً.
أرسلت الشركة تغريدة تشير للحملة مرفقة مع فيديو من تمثيل الممثلة الكورية الجنوبية Chris Horwang تتحدث عن مسيرتها المهنية وكيف استطاعت بلون بشرتها البيضاء أن تكون ناجحة.
ليس من المؤلم حقاً أن الإعلان لم يتم استقباله بشكل جيد!









المصادر: موقع غريبة Entrepreneur 

التعليقات

القائمة الرئيسية